wassouf مشرف المنتدى العام ومنتدى أخبار الفن
عدد الرسائل : 542 تاريخ التسجيل : 12/10/2006
| موضوع: هيَّا لنتعلّم فنّ السّرقة .. الثلاثاء أكتوبر 17, 2006 12:26 pm | |
| [color=#ff0066]هيَّا لنتعلّم فنّ السّرقة ..
نور الجندلي
حديثي اليوم عن السّرقة ، وأنواعها ، وكيف تصبحُ سارقاً متميزاً محترفاً ، ما هي ضوابط السرقة ، وكيف تحقق أهدافك عبرها فتمتلك العالم بين يديك .. حديثي ليسَ ضرباً من جنون ، ولا هلوسات كاتبة في زمنٍ أغبر .. ذلك أنني مقتنعة كلّ القناعة بما أكتب ، فلا تلوموني أو يأخذكم العجب حتى تفرغوا من هذا المقال ، وبعدها فلتلوموا أو تعاتبوا ..
كلّنا يعلم ما آل إليه هذا الزّمانُ من خزيٍ وذُلٍّ وهوان . وكيف أنَّ القِيَم الرّفيعة قد تلاشت من قلوبِ معظم البشر ، فعاثوا في الأرضِ فساداً وتدميراً ، وضاعت الحقوق تحت وطأة أقدامٍ لا ترحم . وأصبح للسّرقات عناوين كثيرة ، لكنّ المضمون واحد .. في هذا الزّمن ، الأموالُ تسرق ، المجوهراتُ والذّهب ، المساكنُ والمتاجر ، حتى الأفكارُ تسرق فيتباهى بها الغير ، يتسلّقون على جهود الآخرين ، فيطالون عنان السماء ، ويصفّقُ الجميعُ لهم ظنّاً بأنهم من أتوا بها ، وتموتُ الحقيقة . حقيقة السّرقة المختفية داخل هندام جميل .
والمدنُ تسرق فتنهبُ خيراتها ، وتستغلّ ثرواتها ، ويُستعبدُ سكّانها ، فيعملون صُنّاعاً تحت أيدي السارقين . وكم آلمتني بغداد الجريحة ، بحزنها وأنّاتها ، وكلّ مافيها يسرق ، العلمُ والحضارة ، المتاحف والثقافة ، الرونق والجمال .
الأعضاءُ البشريّة تُسرقُ أيضاً ، من عيون وأنوفٍ وأكبادٍ وقلوب . يتاجرُ بها السارقون في دول كثيرة ، ويقبضون لقائها أرباحاً طائلة ، يقتاتون على لحوم إخوتهم في الإنسانيّة . وغيرهم لم يرضَ بعين أو قلب ، فتاجر بطفلٍ أو امرأة حرّة استعبدها رغماً عنها ، تحت مبدأ " البقاء للأقوى " ! والأوطانُ تُسرق ، والوطنيّة أيضاً تُسرق ، والكرامة والحبّ والأخلاق .. كلها سرقاتٌ نعرفها ، قرأنا عنها فآلمت قلوبنا وأوجعتنا في الصميم . لكنني اليوم قرأتُ عن سارقٍ عظيم ، تمنّيتُ لو تتلمذتُ عنه لأتلقى فنون السرقة ، وأطبّقها في حياتي ، أخذتني قصّته بعيداً عن عالم الظلم والظلمات الذي نحياه ، لقد أضاء قلبي وقلوب غيري حين تسلل إليها فنثر نوراً وهبه الله له ، فأحسن رعايته . إنه مالك بن دينار .. العابد الزاهد الورع الذي سرق قلباً من غياهب الظلمة إلى أنوار التوبة . أترككم مع قصّته : [color:efb3=#ff0066:efb3]دخل لصٌّ على مالك بن دينار فلم يجد عنده ما يأخذه ، فناداه مالك فقال له : لم تجد شيئاً من الدنيا ، أفترغب في شيء من الآخرة ؟ قال اللص : نعم . قال : قم فتوضأ ، وصل ركعتين ، ففعل ، ثم جلس وتاب . وخرجا إلى المسجد ، فسئل : من ذا ؟ قال : جاء هذا ليسرق فسرقنــاه . أليس عظيماً أن يتملّكَ حبّ الإسلام شغافَ القلوب ، ويمتدُّ نورهُ إلى كلّ خلية من خلايا المسلم ، فتنقاد طائعة لله . حين يكونُ الإسلامُ دعوة وعمل ، هدفٌ وبناء ، فإنّ كل حواجز الدنيا تتلاشى في سبيل رفعِ رايته وإعلاءِ كلمته . أعجبني موقفُ مالك بن دينار كثيراً ، وسألت الله أن يكثر من أمثاله بيننا ، فقد أظلمت القلوب من بعد ، وباتت تتخبّط في ضياع ، تستشفُّ روحاً مؤمنةً تدعوها ، تسرق بنورٍ وهاجٍ قلبها إلى الجنّة ، تلك هي السّرقة التي يجدر بنا أن نتعلمها ، السرقة الإيجابيّة التي تتعدى حدود الأنا ، فيضحّي الإنسان بكل ما يملك في سبيل قيم رفيعة ، ويبذل الجهود المخلصة لإنجاح مبدأ ، وتحقيق غاية ، هناك وفي محطته تشرق القلوب . حيث التجارة رابحة ، والفوز عظيم .. " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " . | |
|
عاشق الظلام مدير منتدى التسلية ومنتدى فلسطين
عدد الرسائل : 379 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 13/10/2006
| موضوع: رد: هيَّا لنتعلّم فنّ السّرقة .. الثلاثاء أكتوبر 17, 2006 6:34 pm | |
| | |
|