التطور التاريخي
فلسطين جزء من الوطن العربي الكبير سكنها الانسان الأول منذ اقدم الازمة كما ذكرنا فقد عثر على بقايا بشرية في تكوينات عصر البلايستوسين الذي يتراوح عمرها ما بين 1.7 و 1.4 مليون سنة وقد عرف الانسان القديم في فلسطين الزراعة والصناعة مثل: صناعة الفخار (5500 ق.م) والادوات النحاسية (4000-3150 ق.م) والأدوات البرونزية (3150-1200 ق.م)، والحديدية (1200-320 ق.م)، واصبح الناس يعرفون بقبائلهم وممالكهم وامبراطورياتهم
وقامت هجرات لأقوام عربية متعددة من جزيرة العرب سكنت فلسطين وما جاورها ومن اشهر هذه الاقوام الكنعانيون والعموريون والآراميون وقد اقام هؤلاء الاقوام حضارات ومنهم خاصة الكنعانيون
اخترع الكنعانيون الكتابة واقاموا المدن الكثيرة في فلسطين وسموها باسمائهم وما زالت ارثاً حتى الآن
غزا فلسطين والمناطق المجاورة مجموعات عرقية مختلفة استطاعت ان تسود في بعض الأماكن في بعض الاحيان لكنهم ما كانوا يقيمون في الارض بعد الحروب الطاحنة والمتعاقبة حتى يطردوا منها آخر الامر، وتنتهي صلتهم بها وتعود البلاد الى صفتها الاصلية، ومن هؤلاء الذين غزوا فلسطين: الهكسوس (1750-1500 ق.م)، الفرس 520 ق.م، الاغريق بقيادة الاسكندر 332 ق.م، ثم الرومان في القرن الأول الميلادي
في سنة 636 ق.م تمكنت جيوش الفتح الاسلامي من تحرير فلسطين وصارت جزءاً من الدولة العربية الاسلامية وشهدت فلسطين في العهد العربي الانتعاش والازدهار رغم ما قاسته في فترة الحروب الصليبية وظلت تشارك في احداث التاريخ العربي حتى في عهد الحكم العثماني الذي دام اربعة قرون . في القرن التاسع عشر بدأت الحركة الصهيونية محاولات انشاء وطن لليهود في فلسطين تحت دعاوى تاريخية باطلة
اذ عملت هذه الحركات على توجيه الطلائع اليهودية الى فلسطين قادمة من روسيا للاستيطان الزراعي فيما بين 62/1884م، حيث انشأت العديد من المستوطنات وبتشجيع ودعم من البارون روتشيلد اقيمت مستوطنات جديدة
وبعد
المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا 1897 بدأت الحركة الصهيونية محاولة الحصول على فلسطين بدلاً من الاستيطان البطيء وذلك بتشجيع موجات المهاجرين اليها 1904
في 16/5/1916 وقعت
اتفاقية سايكس بيكو والتي نصت على جعل فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى
في 2/نوفمبر /1917 أصدر وزير خارجية بريطانيا
تصريحاً ينص على انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
وفي هذه الفترة توالت موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين بمساعدة بريطانيا وزاد عدد المستوطنات اليهودية في فلسطين
اتبع الشعب العربي الفلسطيني أسلوب المقاومة المسلحة والمظاهرات إزاء المخططات البريطانية والصهيونية فبدا بثورات مسلحة ضد مخططات توطين اليهود في فلسطين فكانت هناك الانتفاضة العربية عام 1921 و
ثورة البراق 1929 و
الثورة العربية الكبرى عام 1936 وتجددها عام 1937 حتى عام 1939 في نفس الوقت الذي استمرت فيه بريطانيا بمصادرة الأراضي وتهويدها
وتناولت هيئة الامم المتحدة القضية الفلسطينية، فاصدرت قرار التقسيم يوم 29 نوفمبر 1947 والذي يقضي بانشاء دولتين مستقلتين عربية ويهودية
وتوالت الاحداث واشتدت المقاومة حتى قيام
الحرب العربية- الاسرائيلية الاولى في 15 ايار 1948، والتي اشتعلت بعد ان انسحبت بريطانيا رسمياً من فلسطين وكان من نتائجها قيام دولة اسرائيل وقضم اسرائيل اجزاء كبيرة من فلسطين حتى الاراضي التي اقرتها الامم المتحدة اثر قرار التقسيم في 29 نوفمبر 1947، وكذلك كان من نتيجة هذه الحرب نزوح معظم الشعب الفلسطيني من ارضه من مدنه وقراه تحت ضغط الجماعات الارهابية الاسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني المجازر والمذابح حتى تجبره على مغادرة ارضه وعاش الشعب العربي الفلسطيني لاجئاً في مخيمات منتشرة في الدول المجاورة
في اعقاب حرب عام 1948 لم يبق من فلسطين الا قطاع غزة الذي خضع للادارة المصرية والضفة الغربية التي خضعت للادارة الاردنية
واصل الشعب الفلسطيني مقاومته للاحتلال املاً في العودة عبر عمليات فدائية استمرت ما بين 1951-1956 قابلتها إسرائيل باعتداءات راح ضحيتها أعداد كبيرة من الفلسطينيين
في نوفمبر /تشرين الثاني 1956 شاركت اسرائيل في عدوان ثلاثي ضم بريطانيا وفرنسا واحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ما لبث ان انسحبت منها في آذار/ مارس عام 1957 بسبب الضغوط الدولية وقرارات الامم المتحدة الداعمة للانسحاب
في الفاتح من يناير 1965 انطلقت الثورة الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وذلك من اجل تحرير الوطن الفلسطيني وفي 5 يونيو 1967 شنت اسرائيل عدواناً على ثلاث دول عربية مصر والاردن وفلسطين وكان من نتيجة هذا العدوان ان سيطرت اسرائيل على كافة التراب الفلسطيني بعد ان احتلت قطاع غزة والضفة الغربية بالاضافة الى شبه جزيرة سيناء والمرتفعات السورية (هضبة الجولان) تواصلت مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الاسرائيلي، واستمرت المقاومة فسقط الآلاف من الشهداء وهجر عشرات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني الى خارج وطنهم مرة اخرى وفي أواخر عام 1987 انطلقت الانتفاضة الفلسطينية ثورة الحجارة التي ظلت مستعرة حتى توقيع اتفاقية اعلان المبادئ في 13 سبتمبر على 1993.